قال تعالى : " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " سورة فصلت (34)
وقال رجل لعمرو ابن العاص : والله لأتفرغن لله. قال : هنالك وقعت في الشغل. قال: فانك تهددني، والله لئن قلت لي كلمة لأقولن لك عشرا. قال : وأنت والله لئن قلت لي عشرا لن أقل لك واحدة...
وقال رجل لأبي بكر رضي الله عنه : والله لأسبنك سبا يدخل القبر معك، قال : معك يدخل لا معي
وشتم رجل أبا ذر فقال : يا هذا لا تغرق في شتمنا، ودع للحلم موضعا، فانا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
فما أحرجنا اليوم الى مثل هذا الخلق الكريم الذي ورثناه عن رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه، وحث القرآن عليه الكريم في قوله تعالى: " وأتبع السيئة الحسنة تمحها ".
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ما تجرع عبد في الدنيا جرعة أحب الى الله من جرعة غيظ ردها بحلم، أو جرعة مصيبة ردها بصبر " ( العقد الفريد ج2 ص 134 )
وقال لقمان الحكيم : ثلاث لا تعرفهم الا في ثلاثة : لا تعرف الحليم الا عند الغضب ولا الشجاع الا عند الحرب ولا تعرف أخاك الا أذا احتجت اليه .
وقال الحسن : المؤمن حليم لا يجهل وان جهل عليه، وتلا قوله تعالى : " واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " ( الفرقان 36)وقال علي – كرم الله وجهه – من لانت كلمته وجبت محبته. وقال : حلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه. وقال الأحنف : من لم يصبر على كلمة سمع كلمات.